المعلم ابراهيم الجوهري :
عاش في ايام الانبا يؤانس (يوحنا) الثامن عشر – البابا السابع
بعد المائة كما عاصر البابا مرقس الثامن (الثامن بعد المائة)- و يعبر المعلم ابراهيم
الجوهري من الشخصيات الفذة الفظيعة القدر، و بدأ حياته كاتباً لاحد الامراء المماليك
ثم عين كاتباً لمحمد بك ابو الذهب صهر
علي بك الكبير ؛ ثم رقي المعلم ابراهيم الجوهري الي رتبة رئيس كتاب القطر المصري و
كانت هذه الوظيفة اكبر وظيفة حكومية بالنسبة الي امثال ابراهيم الجوهري. و هرب المعلم
ابراهيم الجوهري مع المماليك (ابراهيم بك و مراد بك ) الي الوجه القبلي اثناء مقاتلة
حسين باشا قبطان للمملوكين ابراهيم بك
و مراد بك – و نهب بيت المعلم ابراهيم في ذلك الوقت؛ ثم بعد ان استدعي السلطان حسين
باشا قبطان عاد المماليك الي القاهرة و معهم المعلم ابراهيم الجوهري. و كان المعلم
ابراهيم الجوهري رجلاً تقياً محباً للخير ، محباً لخدمة الجميع و لاسيما للكنيسة و ابنائها ، فكان يكلف الخطاطين بنسخ
الكتب الطقسية ليهديها الي الكنائس و الاديرة و لا يزال عدد كبير منها موجوداً بالكنائس
و الاديرة الاثرية.
و قام بترميم كثير من الكنائس و الاديرة علي نفقته الخاصة
. و كان يشتري الاملاك الكثيرة و يوظف من ربيعها علي الكنائس و الاديرة. و شهد له المؤرخ
الجبرتي بفضله في سبيل الحصول علي ترخيص ببناء الكنيسة الكبري الحالية بالازبكية و
شهد بذلك الضسف علي باشا مبارك في كتابه الخطط التوفيقية و غيره من الكتاب و المؤرخين
. اما قصة استخراج ترخيص ببناء كنيسة الازبكية فكان كالاتي ان احدي الاميرات من البيت
العثماني في الاستعانة حفرت الي مصر في طريقها الي الحجاز لقضاء مناسك الحج. فقام المعلم
ابراهيم الجوهري بخدمتها طوال وجودها بمصر كما قدم لها الهدايا النفيسة. فارادت ان
تكافئه علي صنيعه مكافأة ترفع من شأنه امام سلطان الباب العالي بالاستانة و لكنه التمس
منها استصدار فرمان سلطاني باقامة كنيسة بحي الازبكية (قرب سكنه) الي جانب انه طلب
منها مطالب اخري لخير الشعب القبطي و رجال الدين فاجابته الي كل طلباته علي انه توفي
قبل ان يشرع في بناء الكنيسة و ذلك في
25 بشنس 1511 ش تعادل 1209 هـ (يونيو 1796 حسب قول الانبا يوساب اسقف جرجا المعروف
باسم ابن الابح) و دفنه ابراهيم الجوهري بدير مارجرجس بجوار موقع كنيسة قصرية بجانب
حصن بابليون بمصر القديمة.
و يوجد بالدارالبطريركية قائمة مكتوبة من ايامه دونت بها
املاكه و جهات البر التي اوفقت علما
و عقبت عقود الوقف حسب كتاب تاريخ الامة القبطية 238 عقداً و بلغت اثمان العقارات الموهوبة
للفقراء (45) الف ريال بعملة تلك الايام .